منذ بدء الحرب في سوريا في مارس 2011، وظهور المعارضة السورية في صورة المقاومة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، وتتولى الولايات المتحدة الأمريكية كما هو معروف تمويل أغلبها ضد نظام الأسد، فالخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن القضية السورية ظاهر للجميع، أو ما يعرف بحرب الوكالة بين القوتين الأكبر في العالم، ولكن بدأت التكهنات تزداد، ماذا بعد وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لسدة الحكم في البيت البيضاوي؟.
الدعم الأمريكي
مئات الملايين من الدولارات قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما للمعارضة السورية، ففي أكتوبر من العام الماضي أعلنت أنها ستقدم 100 مليون دولار دعما للمعارضة السورية، حتى لو كان الغطاء لتلك المساعدات هو تنفيذ مهام معلنة غير مقاتلة الأسد.
ومنذ 3 سنوات بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA في إرسال المساعدات القتالية للمعارضين في سوريا لدعمهم ضد الأسد، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، لكن مع تحقيق الخسائر الكبيرة للمعارضة السورية، وبدأ الحديث يدور حول أن المعارضة السورية تبحث عن حلول وبدائل أخرى بعد وصول ترامب للحكم، ومع تسليم مهام منصبه في العشرين من يناير المقبل.
وبدأت التساؤلات ما هي بدائل المعارضة السورية بعد احتمال تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمهم مستقبلا؟.
تنظيم القاعدة
تحدثت الصحيفة الأمريكية عن البدائل المطروحة أمام المعارضة السورية حال تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن المعارضة وهو الاحتمال الأكبر، والذي بدأت المعارضة التأقلم عليه من الآن والبديل الأول هو التحالف مع تنظيم القاعدة، والتنظيمات الأخرى المتطرفة واستلام أسلحة من دول سنية في الخليج، تعارض بشدة فكرة انسحاب الولايات المتحدة، وفي هذا الصدد قالت الصحيفة “شهد العام الماضي، نجاح المعارضة في السيطرة على أراض سورية، كما نجحت في قصف المروحيات الروسية والسورية مع مرور الوقت، لكن نظام الأسد استعاد معظم هذه الأراضي بعض الدعم الإيراني والروسي”.
ترامب وسوريا
يبدو أنه مع وصول لترامب للحكم والرافض تماما لفكرة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا، فالرئيس الجديد يرى ضرورة دحر تنظيم داعش الإرهابي دون غيره، ما يصب في مصلحة الأسد وحليفه سوريا، وسبق وندد ترامب بالمعارضة السورية بقوله ” لا نملك أية فكرة حول هوية هؤلاء الأشخاص، وموقفي يقودك للقول بأني أحارب سوريا، وسوريا تحارب داعش، لذلك عليك التخلص من داعش أولا وقبل أي شيئ”.
المعارضة المعتدلة
مع وضوح موقف الولايات المتحدة الأمريكية من المعارضة المسلحة، كيف سيكون التعامل مع ما تم تسميته المعارضة المعتدلة؟، وبحسب تقديرات واشنطن فإن ثمة 50 ألأف مقاتل يندرجون تحت بند المعارضة المعتدلة، ويتمركزون في غرب سوريا، تحديدا محافظة إدلب، لكن التقديرات تشير لعدم استسلامهم، حتى مع تقدم قوات الأسد؟، وتحقيق انتصارات كبيرة تصل لحد السيطرة على حلب، وطرد المعارضين كافة منها.